ما هو حجم سوق المقاهي المختصة

قبل أن تأخذ زمام المبادرة لافتتاح مقهى مختص، من الحكمة أن تقضي بعض الوقت لفهم سوق القهوة واحتمالية نموه في المستقبل. على الرغم من توفر الكثير من بيانات السوق عن قطاع القهوة بشكل مُجمَل، إلا أن قطاع القهوة المختصة يعتبر حقلاً أكثر تخصصاً في السوق، لذلك فمن الصعب الحصول على بيانات موثوقة.

تعريف القهوة المختصة

---

التعريف الأكثر اقتباساً هو المذكور من قبل جمعية القهوة المختصة والذي ينص على أن القهوة المختصة يجب أن تحقق جودة بمقدار ٨٠ نقطة على الأقل على مقياس ١٠٠ نقطة. على كل حال أقرَّت الجمعية نفسها بأن هذا التعريف يفتقر للشمولية؛ لأنه يتجاهل بعض العوامل كجودة التحميص والتحضير. ذكرت جمعية القهوة المختصة في أحد الأوراق العلمية المنشورة في العام الماضي أنها لم تنشر أبداً أي تعريف مختصر شامل للقهوة المختصة.

وما يزيد من تعقيد الأمور هو أن الباحثين في السوق يستخدمون مقاييس مختلفة جداً لتعريف القهوة المختصة. على سبيل المثال، عرَّفَت شركة منتل المقهى المختص بأنه أي عمل تجاري يحقق ما يزيد عن ٥٥% من الأرباح من خلال مبيعات القهوة، أو ملحقات إعداد القهوة بصرف النظر عن جودة القهوة، أما دراسات المستهلك فهي تطلب من المشاركين في الدراسة أن يحددوا بأنفسهم ما إذا كانت القهوة التي يشربونها مختصة أم لا.

حجم السوق المختص العالمي

عندما نتحدث عن حجم السوق المختص العالمي فهناك رقمان رئيسيان ينبغي أخذهما بالحسبان: كمية القهوة الخضراء من الدرجة المختصة التي يتم تصديرها، وحجم سوق المستهلك للقهوة المختصة ( بمعنى آخر المقاهي وحبوب البن التي تستخدم لإعداد القهوة في المنزل). في كلتا الحالتين يعتبر ازدياد الأسعار المدفوعة من أجل القهوة المختصة دليلاً على تأثيرها الكبير على حجم سوق القهوة ككل.

وفقاً لأ حد التقديرات فإن ما يقارب 20% من القهوة المصدَّرة هي من الدرجة المختصة. على كل حال بسبب ارتفاع أسعار القهوة المختصة، فإنها تشكل ما يقارب نصف القيمة الإجمالية للقهوة المتداولة عالمياً. تقدر القيمة الحالية لصادرات القهوة ب 188 مليار ريال (50 مليار دولار) ويتوقع أن تصل إلى 313 مليار ريال (83.5 مليار دولار) بحلول عام 2025.

يسلك جانب المستهلك سلوكاً مشابهاً أيضاً. وفقاً لدراسة أجريت في الولايات المتحدة يشكل قطاع القهوة المختصة حوالي 20% من الحجم الكلي لمبيعات القهوة، ولكنه يحقق أكثر من 40% من العوائد بل وحتى حصة أكبر من الأرباح. يعادل سوق المستهلك للقهوة عالمياً حوالي 1.7 تريليون ريال (460 مليار دولار).

ألحقت جائحة كورونا الكثير من الضرر بقطاع القهوة حيث أُجبِر المستهلكون على البقاء في منازلهم. على كل حال يبدو أن السوق قد بدأ يتعافى على الرغم من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية عالمياً. كان أداء قطاع القهوة المختصة جيداً على مدى التاريخ خلال فترات الركود الاقتصادي حيث يُنظَر إليه على أنه يحقق شيئاً من الرفاهية و بأسعار معقولة.

منذ بداية الجائحة ارتأى عدد كبير من المستهلكين أن يُعدُّوا القهوة المختصة في منازلهم، وكان هذا يشكل تحدياً للمقاهي المختصة ولكنه كان فرصة أيضاً لتعزيز خبرة هذه المقاهي في بيع معدات القهوة وحبوب البن، إضافة إلى فرصة قيام معدي القهوة بتدريب الشغوفين بالقهوة.

السوق في الشرق الأوسط

---

في المملكة العربية السعودية يبلغ حجم سوق المقاهي حوالي 18 مليار ريال (4.8 مليار دولار) وينمو بمعدل 9.6% سنوياً مما يجعله أكثر أسواق القهوة نمواً في الشرق الأوسط , يتبعه سوقا الكويت والإمارات. هذا النمو السريع مدفوعٌ بالزيادة في دخل الفرد وزيادة عدد السوّاح، وكذلك بالاختلاف في أذواق المستهلكين. الارتفاع في مبيعات القهوة بالحليب والمشروبات المنكهة والمشروبات المخفوقة كان بسبب مستهلكي القهوة من فئة الشباب، بينما يفضل المستهلكون الأكبر سناً الأنماط التقليدية من القهوة.

على الرغم من الشعبية المتزايدة للقهوة المختصة إلا أن غالبية الرواد في قطاع القهوة في الشرق الأوسط يعتقدون أن الراحة والملائمة أكثر أهمية من جودة القهوة ومستوى الخدمة لنجاح أعمالهم وفقاً لدراسة أجريت من قبل أليجرا .

هامش الربح للمقاهي المختصة

يبدو هامش الربح جذاباً في قطاع القهوة إذ تعتبر تكلفة حبوب البن قليلة نسبياً مقارنةً بتكلفة القهوة مما يعني أن إجمالي الربح من القهوة قد يكون أعلى بكثير من الطعام على سبيل المثال. أكبر تحدٍ للعمل التجاري هو أن متوسط الإنفاق قليل نسبياً لذلك حتى عندما يكون هامش الربح جيداً لا بد من تحقيق مبيعات كثيرة لضمان استدامة العمل التجاري.

نظراً لأن المقاهي المختصة يمكنها أن تتقاضى أسعاراً مرتفعة جداً في مقابل القهوة التي تبيعها، فإن تقديم تجربة مميزة عالية الجودة في المقهى يعد فرصة جيدة لزيادة العائد من الزبون الواحد بشكل كبير. فمثلاً يبلغ متوسط سعر الكابتشينو في الشرق الأوسط 12.86 ريالاً (3.43 دولار)، لكن يمكن أن يتضاعف سعر الكابتشينو ببساطة في مقهى مختص تقليدي، أما القهوة النادرة الحصرية فقد تكون أعلى سعراً بكثير.

لتقدير مدى ربحية المقهى المختص، قامت جمعية القهوة المختصة بإجراء دراسة استقصائية على أعضائها من مختلف أرجاء العالم في عام 2017 للحصول على بيانات بخصوص تكاليف التشغيل. وفقاً لهذه الدراسة قامت الجمعية بنشر سيناريو نموذجي لهامش الربح من كوب واحد من القهوة المختصة.

في هذا النموذج تبلغ تكلفة القهوة المحمصة 77.56 ريالاً (20.68 دولاراً) لكل كيلوجرام، ويبلغ سعر كوب كبير من القهوة 10.5 ريالات (2.80 دولاراً) حين يستخدم حوالي 30 غراماً من القهوة لإعداد الكوب الواحد. بشكل طبيعي تختلف التكاليف المحددة والربحية في المقهى الواحد عن هذا النموذج، ولكن هذه الأرقام متماشية جداً مع التكاليف النموذجية الموجودة في أجزاء أخرى من قطاع الضيافة.

الأرقام بالريال السعودي. المصدر:

Naturally, the specific costs and profitability of an individual cafe can vary significantly from this, but the figures are broadly in line with the typical costs found in other parts of the hospitality industry.

في مقهى نموذجي يكسب 0.71 ريالاً (19 سنت أمريكي) من الكوب الواحد، وبعد احتساب جميع التكاليف المطلوبة لا بد من وجود مبيعات ضخمة للحصول على ثروة جيدة من هذا النموذج للعمل التجاري. من جانب آخر فإن المقهى المختص الراقي يمكن أن يرفع سعر الكوب الواحد لأكثر بكثير من 10.5 ريالات. حتى لو بقيت التكاليف الأخرى بنفس النسبة فهذا يعني أن المقهى المختص الراقي يستطيع تحقيق أرباح أعلى من الكوب الواحد. التركيز على الجودة العالية في سوق المقاهي المختصة يمثل فرصة لزيادة متوسط الإنفاق ولتحقيق ربحية أكثر من خلال العمل التجاري.

---